إجابة سؤال: من وظائف بعض الانفعالات أنها تحد من تنمية العلاقات بين الناس صواب خطأ
- الجواب: صواب. بعض الانفعالات قد تسهم في إعاقة نمو العلاقات بين الأفراد وتسبب تباعدا اجتماعيا ونفسيا
شرح الإجابة:
الانفعالات ليست كلها إيجابية أو داعمة للتواصل البشري، بل هناك انفعالات سلبية مثل الغضب والغيرة والخوف الاجتماعي والاستياء، قد تُنتج ردود فعل تؤثر بشكل مباشر على سلوك الفرد تجاه الآخرين. هذه الانفعالات عندما تكون مفرطة أو غير منضبطة، تتحول إلى عوائق في طريق بناء علاقات إنسانية صحية.
عندما يشعر شخص بالتوتر المزمن أو العدوانية كرد فعل داخلي لأي موقف، فإنه قد يتصرف بطريقة منفرة دون وعي، مما يؤدي إلى تراجع الثقة بينه وبين الآخرين. وبالتالي، تتعطل آليات التفاهم والانجذاب المتبادل، وهما من أسس أي علاقة ناجحة.
إضافة إلى ذلك، تظهر أحيانا انفعالات دفاعية مثل التهكم أو الانعزال نتيجة لتجارب سابقة أو ضعف في الذكاء العاطفي. هذه الانفعالات تجعل الشخص يبدو غير متقبل أو غير آمن اجتماعيا، مما يعمّق الفجوة الشعورية مع من حوله ويخلق نوعا من النفور التدريجي داخل البيئات التفاعلية مثل المدارس أو البيوت أو حتى عبر الإنترنت.
كما أن غياب المرونة الانفعالية، أي القدرة على تنظيم المشاعر وتعديلها بناء على السياق، يسهم في تثبيت الأنماط السلبية في التواصل. هنا تبدأ العلاقات بالانهيار الصامت، حيث تُستبدل المودة والانسجام بـ سوء الفهم والتوتر.
أيضا، في مرحلة المراهقة، يصبح تأثير الانفعالات أكبر لأن الفرد لا يزال يطوّر أدواته للتعامل مع الإحباط والرفض والتنافس. هذه المرحلة الدقيقة تجعل أي انفعال غير متزن يترك أثره على الصورة الذاتية والعلاقات الاجتماعية الناشئة.
لهذا السبب، تركز الدراسات النفسية على تعزيز الضبط الانفعالي وتعليم مهارات الوعي الذاتي والتعبير العاطفي المناسب، لأنها وسائل فعالة في التقليل من آثار تلك الانفعالات المعيقة. إذ كلما ارتفعت قدرة الفرد على فهم مشاعره وتحديد مصدرها، قلت فرص التأثيرات السلبية على شبكة علاقاته.
في النهاية، الانفعالات ليست دائما أدوات تواصل، بل قد تتحول إلى عوائق حقيقية إذا لم يتم التحكم بها بشكل سليم. من هنا يتضح أن العبارة صحيحة تماما، وتتماشى مع ما تؤكده النماذج النفسية الحديثة حول دور الانفعالات في تشكيل، أو تدمير، الروابط الاجتماعية.